عندما تشعر بطول اليوم وشده حره تذكر لاتتذمر ولا تضطجر ولكن
تذكر حال الصحابه فى تلك الايام وكيف كانوا يعذبون
تذكر بلال بن رباح
فقد كان أمية بن خلف ليس له مهمه الا أن يخرج بلالاً كل يوم إذا حميت الشمس في الظهيرة ليطرحه على ظهره في رمضاء مكة، ثم يأمر بأن تحمل صخرة كبيرة عنده فتوضع على صدره، ثم يصرخ في جلاوزته: لا ترفعوها عنه حتى يموت او يكفر بمحمد، ويحيد عن دعوة الاسلام.
ويطول الانتظار بالمعذِّبين فلم يسمعوا من بلال الذي ملأ الإيمان قلبه ثقة واطمئناناً إلا هذه الآيات:
(قل هو اللّه أحد، اللّه الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد).
ويزاد غيظ أمية ويتضايق من عبده، وكلما حاول أن يقتحم إيمانه وصموده فيقتله،
يطلب منه أصحابه أن لا يعمد على فعلته، إنما يزيد في تعذيبه ليجعله عبرة للباقين.
سبحان الله مع شده الحر والعذاب لايجد الذ ولا اطيب من ذكر الله
فهلا تعلمنا منه الحب والرضى فى الشدائد
بل تذكر طول يوم القيامه وشده حره
والاهوال التى تحدث فيه ومنها ان الشمس تدنوا منك على قدر عملك فقد روى الإمام مسلم عن المقداد بن الأسود قال:
سمعت رسول الله يقول:
(تُدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يلجمه العرق إلجامًا)
قال: وأشار رسول الله بيده إلى فيه.
تلكم نارُ الآخرة، وذاك حرُّ الموقف، فأين المتقون؟!
اللهم إن أجسادنا لا تقوى على النار، فأجرنا منها يا رحيم.
وتذكر اخى ان حراره الدنيا ونارها مهما اشتدت فهى جزء من سبعين جزءا من نار الاخره فهل تصورت اخى كيف تكون نار الاخره
ورأى عمر بن عبد العزيز رحمه الله قومًا في جنازة قد هربوا من الشمس إلى الظل، وتوقوا الغبار،
فأبكاه حال الإنسان يألف النعيم والبهجة، حتى إذا وُسِّد قبره فارقهما إلى التراب والوحشة
وصدق من قال
تفر من الهجير وتتقيه فهلاً من جهنم قد فررتا
ولستَ تطيقُ أهونُها عذابًا ولو كنتَ الحديـدَ بِها لَذَبْتا
ولا تُنْكِرْ فإنَّ الأمرَ جـدّ ٌوليس كما حَسَبْتَ ولا ظَنَنْتا
ولكى تتلذذ بصيامك كلما اشتدت حراره الشمس وزاد طول اليوم
هيا معى نرى كيف كان حال سلفنا الصالح رضى الله عنهم مع الصيام
فقد خرج ذات يوم ابن عمر في سفر معه بعض أصحابه، فوضعوا سفرة لهم، فمر بهم راعٍ،
فدعوه إلى أن يأكل معهم، فقال: إني صائم،
فقال ابن عمر: في مثل هذا اليوم الشديد حره وأنت بين هذه الشعاب في آثار هذه الغنم وأنت صائم؟!
فقال: أُبادر أيامي هذه الخالية.فهلموا ـ عباد الله ـ نبادر أيامنا الخالية، حتى تتلذذ أسماعنا،
وما ألذه من مقال،
يوم يُقال: كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ
وها هو معاذ بن جبل رضى الله عنه
فى مَرَض وفاته قال في الليلة التي تُُوفي فيها: أعوذ بالله من ليلةٍ صباحها إلى النار،
مرحبًا بالموت، حبيبًا جاء على فاقة، اللهم إني كنت أخافك وأنا اليوم أرجوك،
اللهم إنك تعلم أني لم أكن أُحبُّ البقاء في الدنيا لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار،
ولكن لظمأ الهواجر ومكابدةِ الليل ومزاحمةِ العلماء بالركب عند حِلَقِ الذكر.
هنيئًا لك ـ يا معاذ ـ أن يكون هذا أسفك على الدنيا،
سبحان الله اين نحن من هؤلاء يفرحون ويتلذذون لظما الهواجر كما نتلذذ نحن لملئ البطون
وحتى تسعد كلما طال اليوم واشتد حره ابشر بثواب صيامك فى ذلك اليوم
واعلم انه سينجيك باذن الله فى يوم عظيم فاستمع الى قول
أبو الدرداء رضي الله عنه :
( صوموا يوماً شديداً حره ليوم النشور ، وصلوا ركعتين في الليل لظلمة القبور ، وتصدوا بصدقة السر لحر يوم عسير)
أيها المؤمنون، إن من أعظم ما يُدفع به العذاب وتُتقى به النار
الاستكثار من الحسنات
كذلك ابشر ايها الصائم بحديث النبى صلى الله عليه وسلم
من صام يومًا في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم حرَّ جهنم عن وجهه سبعين خريفًا رواه النسائي بإسناد صحيحواعلم ان صيام الهواجر ومكابدة الجوع والعطش في يوم شديدٍ حرُّه بعيدٍ ما بين طرفيه،
ذاك دأب الصالحين وسنة السابقين، والمحروم من حُرم.
فهل انت راضى عن صيامك ذلك اليوم فان كنت راضى عنه فانت راضى عن الله
وان رضيت عن الله فاعلم ان الله راضٍِِ عنك
فهنيئا لكل صائم يسعد بطول يومه وشده حره
واخيرا اخى الصائم
لما صبر الصائمون لله في الحر على شدة العطش والظمأ
أفرد لهم بابا من أبواب الجنة وهو باب الريان من دخله شرب،
ومن شرب لم يظمأ بعدها أبدا..
فإذا دخلوا أغلق على من بعدهم فلا يدخل منه غيرهم
فاللهم ارضنا وارض عنا واجعلنا من الفائزين السعدا
أسأل الله لي ولكم أن نكون من أصحاب النعيم
ونعوذ بوجهه الكريم أن نكون من أصحاب الجحيم