فيه سؤال بينط في دماغي يوميًا وأنا في طريقي لمدينة الإنتاج الإعلامي... السؤال لا يتعلق بالإعلام إنما هو ذوعلاقة وطيدة بالطريق اللي بنمشي فيه يوميًا والذي يمر فيه كل ثروات مصر البشرية أصحاب الفكر والثقافة ورموز الفن وجهابذة الدين والعلم والإعلام... ناس مهمة يعني بالنسبة للسادة الحكومة مش غلابة زي إخواننا اللي بيموتوا بالزوفة في طريق أسيوط - المنيا وغيرهم واللي بتتقلب بيهم الأتوبيسات والميكروباصات بطريقة أكروباتية شقلباظية في الترع ومن ع الكباري وفي الطرق الدائرية متحدين بهذه الحوادث كل الأفلام الأمريكاني والهندي ومؤخرًا الصيني والتي ابتكرت نوعًا جديدًا من الطيران البطيء المليء بالحركات الاستعراضية في الهواء يقوم بها الأبطال الخارقون عندهم في أفلامهم، إحنا بقي طلعنا متقدمين عنهم بكتيييير لأن في الأول وفي الآخر الأبطال الخارقين اللي عندهم دول شوية جرافيكس إنما احنا عندنا ناس خارقة بجد من لحم ودم وعددهم في اللمون، الواحد منهم يصحي من النوم يلفع الجلابية ويخش بصدره وبمنتهي الشجاعة والإقدام علي مصيره اللي غالبًا بيكون متوقعه..
يغرق في عبَّارة، يدهسه أتوبيس، ياخده القطر بالحضن.. ولا عزاء في الغلابة! والسادة المسئولون ينعون بمزيج من المحن والأسي ضحايا أي حاجة بيستخدمها الغلابة، ويصرفون لأهالي الضحايا تعويضات استثنائية قدرها 200 جنيه للذي فقد حياته و100 جنيه للذي فقد رجله.. يحمد ربنا إنه لسه عنده رجل تانية !! إنما السؤال اللي بينط في دماغي وأنا في طريقي لمدينة الإنتاج أشاهد سيارات النقل اللي مريحة علي جنبها والبضاعة مبعثرة حواليها، وخطوتين وألاقي ميكروباص وشه لازق في قفاه شبه علبة الحاجة الساقعة الصفيح اللي اتفعصت تحت عجلات سيارة، ثم كام متر كده وأتفحم بمنظر مريع لسيارة ملاكي سابقًا وخردة الحاج عبد الغفور البرعي حاليًا!! والسؤال هو: أمال الطرق اللي بتهتموا بيها فين بالظبط؟!! هل يعقل أن تدخل حوادث الطرق في دائرة تفاصيلنا الحياتية اليومية؟! مفيش يوم يعدي من غير مانسمع عن حادثة أو نشوفها أو نفقد فيها عزيز أو يصاب أحد المعارف بعاهة أو بإصابة خطيرة أو حتي بكدمة...؟! هل يعقل أن يصل الموظفون للعمل سالمين فقط ببركة دعا الوالدين وبستر ربنا وبأعجوبة بعد حوادث وخبطات بيقولوا عليها بسيطة وجت سليمة وحصل خير واحمدوا ربنا إنكم لسه علي وش الدنيا وهو حوار شبه يومي أسمعه وأتعامل معه علي أساس إنه زي صباح الخير وإزاي الصحة..!! والحقيقة أنا في حيرة من أمري.. يا تري من المسئول بالتحديد؟ هل المرور اللي المفروض يلبسها ولا الناس التي لا تلتزم بقواعد المرور هي السبب؟!... وهل الناس عندنا غاوية حوادث؟! واخداها هواية مثلا؟!! يعني بيصحي من النوم يركب عربيته وهو حابب يلبس في شجرة ولا عاقد النية إنه يقع في أول ترعة تقابله ولا أمنية حياته يرشق في عامود نور؟!!.. ولن أنسي السيد اللواء الذي جاء ليؤمن حياة الرئيس ونسي يؤمن حياته ومات تحت عجلات الأتوبيس الطائش.. هل هذا خطؤه أم خطأ سواق الأتوبيس أم إنهم كانوا فاتحين الكوبري علي مصراعيه من غير علامات ولا مثلثات ولا قراطيس... أم أن هذا قدر وكان هيحصل يعني هيحصل؟!!... ولكننا إذا تعاملنا مع الحوادث علي إنها قدر ولن يتحمل أحد مسئوليتها مش بس هنتصدر قائمة أكتر بلد بيحصل فيه حوادث طرق ولا بس هنخس النص وهنلعب في الأربعين مليون نسمة ولا بس مبيعات العكاكيز والكراسي بعجل هتضرب الموبايلات الصيني وفانوس كرومبو، لأ ده كمان برامج التوك شو هتفلس ومش هيلاقوا مواضيع يشبعوا فيها لطم ولا هيعرفوا يجيبوا مسئولين ينفخوهم ع الهواء ومش بعيد يقلبوا النشاط لتوك توك شو.
بقلم دعاء فاروق
الدستور
يغرق في عبَّارة، يدهسه أتوبيس، ياخده القطر بالحضن.. ولا عزاء في الغلابة! والسادة المسئولون ينعون بمزيج من المحن والأسي ضحايا أي حاجة بيستخدمها الغلابة، ويصرفون لأهالي الضحايا تعويضات استثنائية قدرها 200 جنيه للذي فقد حياته و100 جنيه للذي فقد رجله.. يحمد ربنا إنه لسه عنده رجل تانية !! إنما السؤال اللي بينط في دماغي وأنا في طريقي لمدينة الإنتاج أشاهد سيارات النقل اللي مريحة علي جنبها والبضاعة مبعثرة حواليها، وخطوتين وألاقي ميكروباص وشه لازق في قفاه شبه علبة الحاجة الساقعة الصفيح اللي اتفعصت تحت عجلات سيارة، ثم كام متر كده وأتفحم بمنظر مريع لسيارة ملاكي سابقًا وخردة الحاج عبد الغفور البرعي حاليًا!! والسؤال هو: أمال الطرق اللي بتهتموا بيها فين بالظبط؟!! هل يعقل أن تدخل حوادث الطرق في دائرة تفاصيلنا الحياتية اليومية؟! مفيش يوم يعدي من غير مانسمع عن حادثة أو نشوفها أو نفقد فيها عزيز أو يصاب أحد المعارف بعاهة أو بإصابة خطيرة أو حتي بكدمة...؟! هل يعقل أن يصل الموظفون للعمل سالمين فقط ببركة دعا الوالدين وبستر ربنا وبأعجوبة بعد حوادث وخبطات بيقولوا عليها بسيطة وجت سليمة وحصل خير واحمدوا ربنا إنكم لسه علي وش الدنيا وهو حوار شبه يومي أسمعه وأتعامل معه علي أساس إنه زي صباح الخير وإزاي الصحة..!! والحقيقة أنا في حيرة من أمري.. يا تري من المسئول بالتحديد؟ هل المرور اللي المفروض يلبسها ولا الناس التي لا تلتزم بقواعد المرور هي السبب؟!... وهل الناس عندنا غاوية حوادث؟! واخداها هواية مثلا؟!! يعني بيصحي من النوم يركب عربيته وهو حابب يلبس في شجرة ولا عاقد النية إنه يقع في أول ترعة تقابله ولا أمنية حياته يرشق في عامود نور؟!!.. ولن أنسي السيد اللواء الذي جاء ليؤمن حياة الرئيس ونسي يؤمن حياته ومات تحت عجلات الأتوبيس الطائش.. هل هذا خطؤه أم خطأ سواق الأتوبيس أم إنهم كانوا فاتحين الكوبري علي مصراعيه من غير علامات ولا مثلثات ولا قراطيس... أم أن هذا قدر وكان هيحصل يعني هيحصل؟!!... ولكننا إذا تعاملنا مع الحوادث علي إنها قدر ولن يتحمل أحد مسئوليتها مش بس هنتصدر قائمة أكتر بلد بيحصل فيه حوادث طرق ولا بس هنخس النص وهنلعب في الأربعين مليون نسمة ولا بس مبيعات العكاكيز والكراسي بعجل هتضرب الموبايلات الصيني وفانوس كرومبو، لأ ده كمان برامج التوك شو هتفلس ومش هيلاقوا مواضيع يشبعوا فيها لطم ولا هيعرفوا يجيبوا مسئولين ينفخوهم ع الهواء ومش بعيد يقلبوا النشاط لتوك توك شو.
بقلم دعاء فاروق
الدستور