حكومة يوك
بقلم : صفوت الشرقاوي
بقلم : صفوت الشرقاوي
موجة الاستياء والضجر التي يشعر بها المواطنون من القرارات والقوانين المتعاقبة التي تدشنها الحكومة تباعا لها ما يبررها, خاصة ما يتعلق منها بالتعامل اليومي وحياة وأقدار الناس. الأرث قديم, شريحة كبيرة ـ لا يستهان بها ـ تعتقد بأن الحكومة لاتعمل لخدمتها. الأمثلة كثيرة نستعرض منها نموذجين فقط. التعديلات الأخيرة في قانون المرور مر عليها نحو العام هل تغير الشارع وانضبط حاله وانسابت حركة السير فيه واختفت الفوضي التي سكنته واصبحت سمته الغالبة ؟ اسئلة حائرة اجاباتها معروفة للجميع.. لقد سعت الحكومة بكل قوة لإقرار التعديلات, وكانت حجتها عودة الانضباط إلي الشارع والتيسير لقضاء مصالح الناس, فوحدت صفوفها أمام مجلسي الشعب والشوري لإقرارها دون تعديل حتي للبنود التي بدت مثيرة تحتاج إلي مناقشات مستفيضة وتريث لبحثها من كل الجوانب, ولكن تغلب تيار الموافقة بالضربة القاضية دون مراعاة للظروف الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين المغلوب علي أمرهم ويقع عليهم عبء زيادة قيمة المخالفات.. وفور تطبيق القانون علي أرض الواقع ظهرت الثغرات والمثالب حيث تأجل تنفيذ بعض البنود لاكثر من مرة, ثم التغاضي عن البعض الآخر. ومازالت التعديلات تشوبها الشكوك بأن هدفها زيادة الجباية ورفع الحصيلة, ومن الغريب أن التعديل تزامن مع مضاعفة رسوم التجديد السنوي للمركبات وزيادة التأمين الاجباري.. أعباء فرضت علي المواطنين أرهقتهم ولم تراع احتياجاتهم الأساسية في تأمين سيرهم علي الطريق بتوفير مسارات ممهدة ومعدة بعناية, واماكن انتظار وشوارع حضارية. النموذج الثاني.. الخطة الجهنمية التي نفذتها الحكومة في فرض رسوم النظافة علي جميع المواطنين وقطع عيش الزبال التقليدي الذي ظل لسنوات طويلة مسئولا عن رفع المخلفات من المنازل مقابل أجر زهيد, ثم خططت الحكومة ودبرت ومررت القانون الخاص بتحصيل رسوم النظافة التي تزيد كثيرا علي أجر الزبال, وربطتها بفاتورة استهلاك الكهرباء حتي تضمن استمرار التحصيل, وكانت النتيجة تلال الزبالة لاتجد من يحملها وتنتشر في كل مكان تزكم الأنوف, ومرتعا خصبا للحشرات والأوبئة وشاهدا علي خطأ التدبير والتقدير. الحكومات في كل الدنيا تتنافس من أجل إسعاد مواطنيها, وتحقيق الرخاء لهم بتوفير الحد الاقصي من حاجاتهم, ولكنها حقائق غائبة عن حكومتنا.. الثقة المفقودة تعود إلي المواطن عندما يستقر في ذهنه أن حكومته شمعة تحترق لتنير الطريق له |