وين هنادى يامّاى
بقلم د. غادة شريف ٨/ ٩/ ٢٠٠٩
يوم السبت قبل الماضى طالعنى بـ«المصرى اليوم» المقال الأسبوعى المتميز لأستاذى الجليل محمود مسلم فى عموده بعنوان «أين د. نظيف؟»، حيث كان يتساءل عن سر اختفاء دور رئيس الوزراء فى الأزمات المتلاحقة بين فئات الشعب والوزراء، والتى دأبت على الاشتعال فى الفترة الممتدة الماضية.. وبصراحة وجدت أن تساؤل الأستاذ محمود مسلم فى محله.. صحيح الراجل فين؟.. هل راح مثلما راحت هنادى؟.. لكن، ولأننى كما تعلمون أحب أن أسعى فى الخير، فقد قررت أن أريح قلب الأستاذ مسلم وأذهب بنفسى وأبحث له عن الرجل، لعل المانع خير..
وأخذت التوك توك بتاعى الستة سلندر وذهبت إلى مقر رئاسة الوزراء وسألت، ولكنه لم يكن هناك.. وظللت أبحث عنه، إلى أن وجدته على قهوة الوزرا فى القرية الذكية.. قاعد وحيد.. حزين.. يحتسى الشيشة.. وكان شكله متكدر حبتين.. فاقتربت نحوه بهدوء ومعى مقالة الأستاذ محمود مسلم.. ووضعتها أمامه على الطاولة وقلت له: كده برضه ماتسألش فينا؟.. فأخذ منى الجريدة وقرأ المقال وإذا بدمعة رقيقة تفر من عينيه وأمسك بقطعة من حجر الشيشة وأقسم لى على النعمة وإن شاالله يعدمها أنه بالفعل حاول التدخل فى كل الأزمات التى ذكرت فى المقال.. وأكد لى أنه فى كل مرة حدث فيها اعتصام كان دائما يحاول الاتصال بالمعتصمين وكان بيديهم ميسد كول لكن لم يكن يطلبه أحد منهم..
بصراحة شعرت بأن الرجل عدّاه العيب.. وبعد أن أبلغته بأن الدقيقة أصبحت بخمسة قروش فرح بشدة ووعدنى بأنه فى المرة القادمة سيرسل للمعتصمين «كلمنى شكرا»... أما ما ذكر فى المقال عن لجوء المعتصمين للاستغاثة بالرئيس أو بجمال مبارك حتى تنتهى الأزمة، فهو يعتقد أن هذا اللجوء هو من باب الرخامه مش أكتر.. وأقسم لى أنه بالنسبة للمعتصمين اللى عليهم الدور فى الفترة القادمة فهو إن شاء الله هايعمل لهم اعتصام ماحصلش وهايخلى الأزاريطة كلها تتكلم عنه..
الحق يقال إن هذا الرجل فعلا مهموم بما يحدث ولهذا حكى لى أنه قد وصل إلى مرحلة اليقين أن كل هذه اﻹضرابات والاعتصامات هى أكبر دليل على أن مصر بالقطع معمول لها عمل.. وأكد لى أن البنت سنية الشغالة كانت كل يوم الصبح تشوف له عكوسات فى الفنجان لكنه لم يكن مصدقاً.. ولهذا انصاع أخيرا لرغبتها وذهب معها للشيخ مرجان الذى لا يقدر عليه إنس ولا جان.. وهناك أكد له الشيخ مرجان أن فعلا مصر معمول لها عمل سفلى والعياذ بالله وهذا هو سبب كل هذه الزمبليطة اللى فى الصالون.. وأكد لى أن الشيخ مرجان أعطاه حجاب محبة يهدئ النفوس، ولهذا فهو واثق أن كل هذه الأزمات ستنتهى أول ما الحجاب يشتغل..
ولذلك أقول لكل من يتساءل عن دور الدكتور نظيف فى الأزمات، رفقاً بالرجل.. فهو الآن مشغول بتنفيذ أوامر الشيخ مرجان الذى طلب منه لكى يفك العمل أن يذهب إلى ميدان التحرير يوميا من الفجرية لساعة المغربية ويلف حول الميدان وهو يفقر وينادى «يا ساتر يا ساتر من قنطرة الدفاتر».
بقلم د. غادة شريف ٨/ ٩/ ٢٠٠٩
يوم السبت قبل الماضى طالعنى بـ«المصرى اليوم» المقال الأسبوعى المتميز لأستاذى الجليل محمود مسلم فى عموده بعنوان «أين د. نظيف؟»، حيث كان يتساءل عن سر اختفاء دور رئيس الوزراء فى الأزمات المتلاحقة بين فئات الشعب والوزراء، والتى دأبت على الاشتعال فى الفترة الممتدة الماضية.. وبصراحة وجدت أن تساؤل الأستاذ محمود مسلم فى محله.. صحيح الراجل فين؟.. هل راح مثلما راحت هنادى؟.. لكن، ولأننى كما تعلمون أحب أن أسعى فى الخير، فقد قررت أن أريح قلب الأستاذ مسلم وأذهب بنفسى وأبحث له عن الرجل، لعل المانع خير..
وأخذت التوك توك بتاعى الستة سلندر وذهبت إلى مقر رئاسة الوزراء وسألت، ولكنه لم يكن هناك.. وظللت أبحث عنه، إلى أن وجدته على قهوة الوزرا فى القرية الذكية.. قاعد وحيد.. حزين.. يحتسى الشيشة.. وكان شكله متكدر حبتين.. فاقتربت نحوه بهدوء ومعى مقالة الأستاذ محمود مسلم.. ووضعتها أمامه على الطاولة وقلت له: كده برضه ماتسألش فينا؟.. فأخذ منى الجريدة وقرأ المقال وإذا بدمعة رقيقة تفر من عينيه وأمسك بقطعة من حجر الشيشة وأقسم لى على النعمة وإن شاالله يعدمها أنه بالفعل حاول التدخل فى كل الأزمات التى ذكرت فى المقال.. وأكد لى أنه فى كل مرة حدث فيها اعتصام كان دائما يحاول الاتصال بالمعتصمين وكان بيديهم ميسد كول لكن لم يكن يطلبه أحد منهم..
بصراحة شعرت بأن الرجل عدّاه العيب.. وبعد أن أبلغته بأن الدقيقة أصبحت بخمسة قروش فرح بشدة ووعدنى بأنه فى المرة القادمة سيرسل للمعتصمين «كلمنى شكرا»... أما ما ذكر فى المقال عن لجوء المعتصمين للاستغاثة بالرئيس أو بجمال مبارك حتى تنتهى الأزمة، فهو يعتقد أن هذا اللجوء هو من باب الرخامه مش أكتر.. وأقسم لى أنه بالنسبة للمعتصمين اللى عليهم الدور فى الفترة القادمة فهو إن شاء الله هايعمل لهم اعتصام ماحصلش وهايخلى الأزاريطة كلها تتكلم عنه..
الحق يقال إن هذا الرجل فعلا مهموم بما يحدث ولهذا حكى لى أنه قد وصل إلى مرحلة اليقين أن كل هذه اﻹضرابات والاعتصامات هى أكبر دليل على أن مصر بالقطع معمول لها عمل.. وأكد لى أن البنت سنية الشغالة كانت كل يوم الصبح تشوف له عكوسات فى الفنجان لكنه لم يكن مصدقاً.. ولهذا انصاع أخيرا لرغبتها وذهب معها للشيخ مرجان الذى لا يقدر عليه إنس ولا جان.. وهناك أكد له الشيخ مرجان أن فعلا مصر معمول لها عمل سفلى والعياذ بالله وهذا هو سبب كل هذه الزمبليطة اللى فى الصالون.. وأكد لى أن الشيخ مرجان أعطاه حجاب محبة يهدئ النفوس، ولهذا فهو واثق أن كل هذه الأزمات ستنتهى أول ما الحجاب يشتغل..
ولذلك أقول لكل من يتساءل عن دور الدكتور نظيف فى الأزمات، رفقاً بالرجل.. فهو الآن مشغول بتنفيذ أوامر الشيخ مرجان الذى طلب منه لكى يفك العمل أن يذهب إلى ميدان التحرير يوميا من الفجرية لساعة المغربية ويلف حول الميدان وهو يفقر وينادى «يا ساتر يا ساتر من قنطرة الدفاتر».