حسنى عبدربه
بقلم لميس الحديدى ٨/ ٩/ ٢٠٠٩
طبعا الاسم السابق أشهر من نار على علم فهو لاعب الكرة الشهير ولاعب المنتخب المصرى فى مشواره المتعثر الآن للوصول إلى تصفيات كأس العالم بجنوب أفريقيا.. معقولة تحولت فجأة للكتابة عن كرة القدم؟! هل هذه تخاريف صيام؟! بالطبع لا فحكاية حسنى عبدربه معى حكاية أكبر كثيرا.
فاللاعب الشهير الذى لا أعرفه شخصيا- هو بطل قصة تحكى ببساطة تدهور حال التعليم فى مصر وانهيار الثقافة العامة لدى الجيل الجديد.
ففى بلادنا الآن يا سادة على الأقل ٤ أنظمة تعليمية تحولت بمقتضاها سوق التعليم إلى سيرك كبير على مرأى ومسمع من وزارة التعليم المصونة. ففى المدارس الدولية- التى تعمل بالنظام الإنجليزى أو الأمريكى- يدرس الطلبة منذ المرحلة الابتدائية اللغة العربية والدين والتربية القومية وكأنها مواد درجة ثانية. فهم مجبرون بقرار من وزارة التعليم أن يدرسوا نفس منهج المدارس الحكومية ولكن المدرسة تطبق نظامها الخاص بتهميش دراسة تلك المواد رغم أن الطالب يجب أن يؤدى بها امتحان الوزارة فى نهاية العام ولابد أن ينجح خاصة فى الشهادات العامة (الابتدائية والثانوية العامة)..
وهكذا يدخل الطالب امتحان اللغة العربية أو التاريخ أو غيره وكأنه طالب أجنبى لا يعرف من تاريخ بلده شيئا.. ما دخل ذلك بحكاية حسنى عبدربه؟! صبرا جميلا.. ها هى قادمة..
الحكاية أنه فى امتحان اللغة العربية للشهادة الابتدائية أو ربما التربية القومية جاء أحد الأسئلة كما يلى: من هو بطل الحرب والسلام؟! فكانت إجابة الطلبة بعد تفكير طويل وعميق: حسنى عبدربه!!
طبعا هو اختلطت عليه الأمر ما بين محمد حسنى مبارك أو محمد انور السادات.. لكنه بصراحة لا يعرف أيا منهما.. هو فقط يعرف لاعب الكرة حسنى عبدربه.. وهكذا فجأة بين يوم وليله أصبح حسنى عبدربه لطالب الابتدائية هو بطل الحرب والسلام..
لم تنته الحكاية.. ولكن فى امتحان الثانوية العامة فى التاريخ سئلت الطالبة عن التيار الفكرى والتيار الدينى فى إحدى حقب التاريخ السياسى المصرى.. لم تجب الطالبة طبعا عن السؤال لكنها خرجت بعد الامتحان وسألت والدتها.. هو إيه يا ماما التايير ده؟! أليس هذا قطعتين من الملابس؟! وكادت أمها أن تسقط من الصدمة مغشيا عليها.
هذا هو حال التعليم فى مصر.. ازدواجية تودى فى داهية.. فإما مدارس حكومية بمناهج مكتظة تحول الطالب إلى أداة حفظ وصم وتلغى عقله.. وإما مدارس دولية بمناهج أجنبية تنمى عقل الطالب فى كل المجالات تجعله يفكر ويتعلم كما يتعلمون فى الخارج ولكنها تهمل الأهم اللغة العربية وتاريخ البلد الذى نعيش فيه.. تخرج لنا جيلا من الغرباء يعرفون عن تاريخ العالم أكثر ما يعرفون عن تاريخ هذا البلد..
بالنسبة لهذا الجيل بطل الحرب والسلام كان حسنى عبدربه..
وسلم لى على وزارة التعليم أكبر سلام..
بقلم لميس الحديدى ٨/ ٩/ ٢٠٠٩
طبعا الاسم السابق أشهر من نار على علم فهو لاعب الكرة الشهير ولاعب المنتخب المصرى فى مشواره المتعثر الآن للوصول إلى تصفيات كأس العالم بجنوب أفريقيا.. معقولة تحولت فجأة للكتابة عن كرة القدم؟! هل هذه تخاريف صيام؟! بالطبع لا فحكاية حسنى عبدربه معى حكاية أكبر كثيرا.
فاللاعب الشهير الذى لا أعرفه شخصيا- هو بطل قصة تحكى ببساطة تدهور حال التعليم فى مصر وانهيار الثقافة العامة لدى الجيل الجديد.
ففى بلادنا الآن يا سادة على الأقل ٤ أنظمة تعليمية تحولت بمقتضاها سوق التعليم إلى سيرك كبير على مرأى ومسمع من وزارة التعليم المصونة. ففى المدارس الدولية- التى تعمل بالنظام الإنجليزى أو الأمريكى- يدرس الطلبة منذ المرحلة الابتدائية اللغة العربية والدين والتربية القومية وكأنها مواد درجة ثانية. فهم مجبرون بقرار من وزارة التعليم أن يدرسوا نفس منهج المدارس الحكومية ولكن المدرسة تطبق نظامها الخاص بتهميش دراسة تلك المواد رغم أن الطالب يجب أن يؤدى بها امتحان الوزارة فى نهاية العام ولابد أن ينجح خاصة فى الشهادات العامة (الابتدائية والثانوية العامة)..
وهكذا يدخل الطالب امتحان اللغة العربية أو التاريخ أو غيره وكأنه طالب أجنبى لا يعرف من تاريخ بلده شيئا.. ما دخل ذلك بحكاية حسنى عبدربه؟! صبرا جميلا.. ها هى قادمة..
الحكاية أنه فى امتحان اللغة العربية للشهادة الابتدائية أو ربما التربية القومية جاء أحد الأسئلة كما يلى: من هو بطل الحرب والسلام؟! فكانت إجابة الطلبة بعد تفكير طويل وعميق: حسنى عبدربه!!
طبعا هو اختلطت عليه الأمر ما بين محمد حسنى مبارك أو محمد انور السادات.. لكنه بصراحة لا يعرف أيا منهما.. هو فقط يعرف لاعب الكرة حسنى عبدربه.. وهكذا فجأة بين يوم وليله أصبح حسنى عبدربه لطالب الابتدائية هو بطل الحرب والسلام..
لم تنته الحكاية.. ولكن فى امتحان الثانوية العامة فى التاريخ سئلت الطالبة عن التيار الفكرى والتيار الدينى فى إحدى حقب التاريخ السياسى المصرى.. لم تجب الطالبة طبعا عن السؤال لكنها خرجت بعد الامتحان وسألت والدتها.. هو إيه يا ماما التايير ده؟! أليس هذا قطعتين من الملابس؟! وكادت أمها أن تسقط من الصدمة مغشيا عليها.
هذا هو حال التعليم فى مصر.. ازدواجية تودى فى داهية.. فإما مدارس حكومية بمناهج مكتظة تحول الطالب إلى أداة حفظ وصم وتلغى عقله.. وإما مدارس دولية بمناهج أجنبية تنمى عقل الطالب فى كل المجالات تجعله يفكر ويتعلم كما يتعلمون فى الخارج ولكنها تهمل الأهم اللغة العربية وتاريخ البلد الذى نعيش فيه.. تخرج لنا جيلا من الغرباء يعرفون عن تاريخ العالم أكثر ما يعرفون عن تاريخ هذا البلد..
بالنسبة لهذا الجيل بطل الحرب والسلام كان حسنى عبدربه..
وسلم لى على وزارة التعليم أكبر سلام..